طه حسين
طه حسين أحد أهم وأكثر الكتاب والمثقفين المصريين تأثيرًا في القرن العشرين، وأحد رموز النهضة وحركة الحداثة والتنوير في مصر والعالم العربي. دع إلى أن يكون التعليم كما الماء والهواء أن يكون التعليم بالمجان و لقب "عميد الأدب العربي" منح جائزة قلادة النيل ثم منحته الامم المتحدة جائزة حقوق الانسان.
![]() |
عميد الأدب العربي طه حسين. |
نشأته
ولد طه حسين عام
1889 م في عزبة الكيلو، إحدى قرى محافظة المنيا في وسط صعيد مصر. كان السابع من
بين ثلاثة عشر طفلاً لأبوين من الطبقة المتوسطة. أصيب بمرض الرمد عندما كان في
الثانية من عمره، ونتيجة للعلاج الخاطئ من قبل "حلاق القرية"، فقد بصره
وهو في سن الثالثة وأصبح كفيفاً.
التحق بكتاب القرية وتعلم به القراءة والكتابة وحفظ
القرآن وأستطاع ترتيله. درس الفقه والأدب العربي في جامعة الأزهر. ولكن في سن مبكر
أوضح أنه غير راضٍ عن نظام التعليم التقليدي في مصر والأزهر.
عندما تأسست جامعة القاهرة عام 1908 م،
حرص على التقدم إليها. وعلى الرغم من كونه فقيرًا وكفيفًا، فقد نجح في القبول
فيها. وفي عام 1914 م نال درجة الدكتوراه في الأدب عن أطروحته حول الشاعر
والفيلسوف الجاهلي أبي العلاء المعري، وكان أول خريج من هذه الجامعة.
طه حسين في فرنسا
غادر طه حسين إلى مونبلييه بفرنسا
على بعثة دراسية، وحضر دورات في الأدب والتاريخ الفرنسي واللاتيني. واجه الكثير من
المشاكل بسبب فقدان بصره وتخلي قريبه الذي كان يعيش في فرنسا عنه. درس الكتابة
الشكلية لكنه لم يتمكن من الاستفادة منها بشكل كامل لأنه اعتاد على أخذ العلم
بأذنيه وليس بأصابعه.
تم استدعاؤه للعودة إلى مصر بسبب سوء الأوضاع
في جامعة القاهرة؛ لكن بعد ثلاثة أشهر تحسنت تلك الظروف، وعاد طه حسين إلى فرنسا
مرة أخرى.
بعد حصوله على درجة الماجستير من جامعة
مونبلييه، واصل طه حسين دراسته في جامعة السوربون لنيل درجة الدكتوراه. لكنه
أيقن أن العيش بمفرده صعب وبعد فهمه للحياة في فرنسا تعرف على الأنسة سوزان
بريسو.
طلب طه حسين منها أن تساعده وأن تقرأ
له، وفي عام 1917 منحت جامعة السوربون طه حسين درجة دكتوراه في الفلسفة
الاجتماعية، عن أطروحته حول المؤرخ التونسي ابن خلدون، الذي يعتبر على نطاق واسع
مؤسس علم الاجتماع الحديث.
وفي عام 1919 م حصل طه حسين على درجة
الدبلوم في الحضارة الرومانية أيضا من نفس الجامعة، ثم عاد إلى مصر حيث عين
استاذاً للتاريخ في جامعة القاهرة.
حياته الشخصية
بعد عودة طه حسين من باريس إلى القاهرة
برفقة سوزان بريسو تزوجا، وأصبحت ركن أساسي في حياته. أنجب طه حسين منها
أبناء هم مؤنس وأمنية. وقال عنها "منذ أن سمعت صوتها لم يعرف قلبي
الألم"، ولقد توفيت سوزان بعده تحديداً عام 1989 م.
طه حسين أستاذاً في الجامعة
حين عاد طه حسين عام 1919 م إلى مصر،
عُين أستاذاً للتاريخ في جامعة القاهرة، وأصبح أستاذًا للأدب العربي واللغات
السامية. ثم عمل ضمن مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ثم تم تكليفه بإنجاز المعجم
الكبير، كما شغل منصب رئيس الأكاديمية. وتباعاً أصبح عضواً في العديد من المجامع
العلمية في مصر والعالم.
كتابه في النقد الأدبي في الشعر الجاهلي
عام 1926 أكسبه شهرة كبيرة في العالم العربي. وأعرب في هذا الكتاب عن عدم قناعته
في كثير من الشعر العربي المبكر، ذاكراً أنه تم نسخه في العصور القديمة بسبب
الكبرياء القبلية والتنافس بين القبائل.
أثارت بعض أرائه في الكتاب عن الاسلام حفيظة
علماء الأزهر وغيرهم، واتهموه بالإساءة إلى الإسلام. إلا أن النائب العام ذكر أن
ما قاله طه حسين هو رأي باحث أكاديمي فقط ولم يتم اتخاذ أي إجراء قانوني ضده، رغم
أنه فقد منصبه في جامعة القاهرة عام 1931 م، ومُنع كتابه هذا من النشر.
في العام التالي، أعيد نشر الكتاب بعد أن أدخل
عليه طه حسين تعديلات طفيفة تحت عنوان في الأدب الجاهلي. وبعدها أسند إليه تأسيس جامعة
الإسكندرية.
حياته السياسية
كان طه حسين أحد مثقفي عصر النهضة
المصرية الحديثة ومؤيدًا لإيديولوجية القومية المصرية كأمة عربية داخل العالم
العربي، حيث جادل في سلسلة من الرسائل العامة ضد الكاتب توفيق الحكيم بأن الهوية
العربية جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية.
في عام 1950 م، عين وزيراً للتعليم، وحينها سعى
إلى تحقيق حلمه أن يجعل التعليم كالماء الذي نشربه، وكالهواء الذي نتنفسه. وقاد
الدعوة إلى التعليم المجاني وحق الجميع في التعليم، ومن ثم عمل على محو أمية
الوطن.
كما قام بتحويل العديد من المدارس الأزهرية إلى
مدارس ابتدائية، كذلك تحويل عدد من المدارس الثانوية إلى كليات مثل كليات الدراسات
العليا للطب والزراعة. كما يعود له الفضل في إنشاء عدد من الجامعات الجديدة. كما شغل
طه حسين منصب رئيس تحرير عدد من الصحف.
انجازات طه حسين الأدبية
طه حسين له
العديد من الانجازات الأدبية حيث نستطيع أن نقسمها إلى ثلاث محاور رئيسية؛ هي
الأدب العربي والتاريخ الإسلامي، محتوى الأدب في محتوى الفقر والجهل، القوانين
السياسية. ولقد كانت كتاباته واضحة بعدما عين في العمل الصحفي.
تأثرت شخصية طه حسين كثيرة من الخلط بين
الأدب العربي والأدب اليوناني، حيث ظهرت مع نشر كتابه الأول بعنوان "الصفحات
المختارة" من الشعر اليوناني الدرامي سنة 1920 م، ثم كتاب "النظام
الإثني" سنة 1921 م، وكتاب "قادة الفكر" سنة 1925م. وكان هذا
واضحاً فيما بعد في معظم كتاباته وأصبح تحوله إلى مفكر سائداً.
خاض طه حسين العديد من المعارك الأدبية
في سبيل التنوير واحترام الفكر والعقل وتحرير المرأة. كان أولها مع نشر كتابه
الأول عن الشعر الجاهلي الذي أثار الكثير من الجدل بين السياسيين والأدباء.
إن فهمه العميق للإسلام عزز حججه في الدفاع عن
العدالة والمساواة، ومناصرة الضعفاء، وأن المرأة هي أم وزوجة وحبيبة، وأن حريتها
واجبة. وهنا أصبح لطه حسين أدبه الذي ذاع صيته وتهافت عليه الشباب والعامة حينئذ.
لقد تمتع طه حسين بحب طلابه، وزملائه، وانتخب
في العديد من الأكاديميات العلمية والأدبية في مصر والعالم العربي، وسعت الكثير من
المؤسسات الدولية لاستقباله والاستماع إليه.
ووفرت له الجامعة الأمريكية بالقاهرة ندوات
كثيرة رغم تحذيرات رئيس الوزراء المصري "إسماعيل صدقي" وحرص الكثيرين
لحضور ندواته وأنشطه الثقافية والأدبية وأطلق عليه فيها لقب "عميد الأدب العربي".
أعماله
اشتهر في الغرب بسيرته الذاتية "الأيام"
التي نُشرت باللغة الإنجليزية تحت عنوان "طفولة مصرية" (1932)
و"مجرى الأيام" (1943). وهو مؤلف "أكثر من ستين كتابًا
(منها ست روايات) و1300 مقال"، ومن أهم أعماله: الأيام في 3 مجلدات، دعاء
الكروان، كتاب من بعيد، رواية أديب.
الترجمة
له العديد من الكتب المترجمة منها:
نظام الأثينيين (نظام الإثنيين) 1921
من الأدب الدرامي اليوناني (سوفوكل) 1939
كلمات مأثورة
من كلماته المأثورة "أياك والرضى عن نفسك
فإنه يضطرك إلى الخمول، وأياك والعجب فإنه يورطك في الحمق، وأياك والغرور فإنه
يظهر للناس كلهم نقائصك كلها ولا يخفيها إلا عليك".
الجوائز والتكريمات
منحه الرئيس جمال عبد الناصر عام 1965 م جائزة
الدولة العليا "قلادة النيل" والتي لا تقدم إلا لرؤساء الدول.
منحته الأمم المتحدة عام 1973 م جائزة حقوق
الإنسان.
رشح لجائزة نوبل في الأدب 14 مرة.
وفاته
توفي عميد الأدب العربي طه حسين في
الثلاثين من شهر اكتوبر 1973 م، وبعد مشاهدته الانتصار الكبير للجيش المصري وعبور
قناة السويس.
الخاتمة
طه حسين "عميد الأدب العربي" ، كاتب
وأديب، ومفكر قاد حركة التنوير الحديثة في الأدب العربي المعاصر. أول من حصل على شهادة
الدكتوراه من جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية من جامعة السوربون
بفرنسا. له العديد من الكتب والروايات أشهرها سيرته الذاتية في كتاب الأيام التي
ترجم إلى لغات كثير حول العالم.
المصادر
الإنترنت.